إليكم قصة المطعم الذي تملكه سيدة في الطفيلة والذي أصبح مكان آمن يجمع أهالي وشباب المنطقة

 

سيدة تخطت جميع الحواجز الاجتماعية لكي تحقق حلمها. والأن وبعد مرور بضعة سنوات، هي مثال رائع عن المثابرة والوقوف في وجه الصعوبات في سبيل تحقيق الأحلام.

 

 

جميعنا يحلم، ولكن بالنسبة للبعض، تحقيق هذه الأحلام يعد غاية صعبة المنال. إنعام سيدة سعت لتحقيق حلمها في مجتمع تعد السيدات فيه مهمشات، فمعظن يعملن ربات في منازلهن، وأحلامهن لا تتخطى الزواج وتربية الأبناء خير التربية.

 

حبها للطبخ والإبداع كان دافعها الأساسي. فقبل أكثر من سبع سنوات، كان لدى إنعام التي تعرف كأم مهند، طموح بأن تفتتح مطعمها الخاص المتخصص ببيع سندويشات تقليدية كالفلافل والشاورما، بوصفات جديدة وباستخدام خبز غير تقليدي. ولكن في تلك الفترة، لم يكن من المعتاد لسيدة في الطفيلة أن تمتلك عملها الخاص أو حتى أن تعمل خارج المنزل. "شعرت بأنني أسعى لفعل المستحيل، فلم يصدقني أحد عندما كنت أقول له أنني أريد أن أفتح مطعمي الخاص وأن أعمل فيه، فقد كان من الغريب لسيدة أن تقضي معظم يومها خارج منزلها...".

 

وبعد بضعة أشهر من العمل المتواصل، افتتحت إنعام مطعمها وأطلقت عليه اسم"مكس برغر". وقررت افتتاحه مقابل إحدى البوابات الرئيسية لجامعة الطفيلة التقنية التي تجذب طلاب من جميع أنحاء المملكة. وسرعان ما افتتحه، أصبح المطعم نقطة تجمع رئيسية للشباب والطلاب. ومع الدعم الذي حصلت عليه من زوجها، كان العمل يجري بسلاسلة ونجاح، وحلم إتعام أصبح حقيقة.

 

 

ولكن قبل بضعة سنوات، تم إغلاق البوابة المقابلة للمطعم، مما تسبب بخسارات كبيرة للمطعم ولجميع المتاجر المجاورة. وبدلاً من الحزن والاستسلام لحقيقة الأمر، انتهزت إنعام هذه الفرصة لكي تطور نفسها، فالتحقت بتدريب منظم من مشروع مساندة الأعمال المحلية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لتطوير مهارات أصحاب المطاعم، وكانت السيدة الوحيدة في المنطقة المشاركة بالتدريب. تمكنت أم مهند من اكتساب مهارات ضرورية مختلفة من خلال هذا التدريب كالتسويق، والإدارة، وخدمة الزبائن، ومهارات اللغة الإنجليزية. ولم يكن طموحها أن تجعل مطعمها يتخطى هذه المحنة فقط، بل أرادت أن تطوره وتجعله من أفضل المطاعم في المنطقة. وبعد اكتسابها هذه المهارات، تحلّت أنعام بالثقة اللازمة التي مكنتها من زيارة المدارس المجاورة لعرض خدماتها، ونجحت في التعاقد معهم لكي تزودهم بما يقارب 200 سندويشة بشكل يومي.

 

"شعرت بأنني أفعل شيء لم أعتقد بأنني سأتمكن من فعله أبداً، فأنا امرأة  تمكنت من زيارة مدارس للذكور لوحدي ونجحت في التعاقد معهم، وتلقيت أقبال كبيراً خاصة وأن الطعام الذي أقدمه صحي وغير تقليدي". وعندما ازداد ضغط العمل، قامت إنعام بتوظيف خمسة موظفين جدد من ضمنهم سيدة تساعد في المطبخ، وشاب سوري، بالإضافة الى ابنها الذي دعمته لكي يصبح معلم شاورما مختص في تزيين الأطباق.

 

بعد أن كان يعمل كموظف عادي في المطعم، تمكن ابن السيدة إنعام من أن يصبح معلم شاورما محترف بدعم من والدته مما ساعد في تحسين وضعه الوظيفي بشكل كبير!


 

وبعد تطوير المطعم وسريان العمل بشكل أفضل، ازدادت دخل إنعام بما يقارب 3 آلاف دينار أردني في الفترة التي تلت التدريب، مما مكنها من تغطية جميع نفقاتها الجديدة بما في ذلك رواتب الموظفين الجدد، وتمكنت أيضاً من تحقيق الربح. وبفضل اجتهادها في العمل ونجاحها، استطاعت إنعام تغطية نفقات دراسة ابنتها في الجامعة لوحدها ومن غير مساعدة أحد.

 

أم مهند هي قدوى في مجتمعها، وهي صديقة للعديد من الشباب والشابات في المنطقة. شخصيتها الدافئة وابتسامتها المعدية تشجع العديد من أهالي المنطقة يزورن مطعمها ليس فقط لتناول طعامها الشهي، بل لقضاء الوقت معها. "معظم الشباب والشابات يأتون لمطعمي ويشاركوني أسرارهم، وحتى الأهل يشعرون بالطمأنينة عندما يعلمون أن أبنائهم يقضون وقتهم في المطعم. عملي يعطيني فرصة قضاء الوقت مع أعز الأشخاص على قلبي كل يوم، فهل هناك شيء أفضل من ذلك؟" قالت إنعام.

 

 

"كل اشي من إيدين أم مهند بجنن وما في زيو بأي محل ثاني. في اشي مميز في هذا المحل ما بتلاقي بأي مطعم ثاني..." أسماة وبلال - أحد الشباب الذين يزورون المطعم بشكل دائم


 

الشروط و الأحكام - سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة @ USAID Jordan (LENS) 2016
تصميم و تطوير ميديابلس