قصة ملهمة لأم تحدّت الصعاب وافتتحت عملها الخاص بالزرقاء لتغيير حياة الأطفال وإعطائهم تجربة تعليمية فريدة من نوعها
5 شباط 2016 – يناقش الأطفال القصص التي قاموا بقرائتها خلال لقائهم الأسبوعي لنادي الكتاب
من أم حلمت بتغيير مستقبل ابنها إلى صاحبة أعمال تعمل على تغيير طريقة تعلم الأطفال
أصوات ضحك ولعب تملأ أرجاء المكان، أطفال يركضون في الردهات وأبواب تفتح كل بضعة دقائق ليخرج منها مجموعة من الأطفال يلعبون ويبحثون عن دمى وكتب مختلفة... هذا أحد المشاهد المفرحة التي تتكرر بشكل يومي في مركز كرنفال للعب والتعلم بمحافظة الزرقاء في الأردن. وبالنسبة لإيمان عواملة مؤسسة هذا المركز الأول من نوعه في الأردن، فلا شيء يسعدها أكثر من رؤية الابتسامة على وجوه هؤلاء الأطفال وسماع صوت ضحكهم ولعبهم.
بعد أن قضت أسابيع عديدة من البحث بلا جدوى عن برنامج يدمج ما بين اللعب والتعليم لزيادة مستوى الابداع لدى ابنها ينال الذي كان يبلغ سنتين من العمر في ذلك الوقت، قررت إيمان أن تصمم منهج خاص بها يلائم احتياجات طفلها. "كانت عملية البحث عن برنامج محبطة للغاية لي، فالبرامج التي وجدتها إما كانت مرتفعة السعر أو غير مناسبة على الإطلاق، والمحتوى الذي وجدته على الانترنت كان باللغة الانجليزية ولم يكن بمقدوري تطبيقه على ابني".
بعد أن بدأت إيمان بتطبيق المنهج الذي صممته لينال بنفسها، لاحظت صديقاتها مدى فعاليته، وواحدة تلو الأخرى، أصبحن يرسلن ابنائهن الى منزل إيمان لكي تعطيهم حصص جماعية بعد المدرسة وفي العطل. وبعد فترة قصيرة من الزمن، تعاقدت إيمان مع بعض المدارس الخاصة في عمان لكي تدرّس برنامجها كجزء من النشاطات الغير منهجية للطلاب. اكتسبت أيمان سمعة جيدة بين الأهل والمدارس في وقت قصير للغاية وكان من الواضح أن المجمتع يفتقر لهذا النوع من البرامج. ومن هناك، وبرأس مال لم يتجاوز العشرين دينار، قررت إيمان تطوير فكرتها لمستوى آخر، وأنشأت صفحة خاصة بالمركز على موقع الفيسبوك. وبفضل الشهرة التي اكتسبها على مدى الأعوام والثقة التي امتلكها أهالي الأطفال بها، تمكنت إيمان من الحصول على منحة من مشروع مساندة الأعمال الصغيرة ومتناهية الصغر الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم حلمها في افتتاح هذا المركز الذي لا يفيد الأطفال وحسب، بل الأمهات والمجتمع بأكمله.
افتتح مركز كرنفال أبوابه بشكل رسمي في نيسان من عام 2016 في مدينة الزرقاء والتي تقع في شرق شمال العاصمة عمان. بالنسبة لإيمان، الزرقاء مدينة تجارية وصناعية وهي تفتقر لأي نوع من الأنشطة الترفيهية للأطفال من جميع الأعمار، فالحضانات تستقبل الأطفال الصغار فقط، مما يعني أن الأطفال ذوي خمس أعوام وأكثر لا يمتلكون مكان للذهاب إليه بعد المدرسة أو في العطل الصيفية.
فكرة المركز بسيطة: تزويد الأطفال بمهارات التفكير الابداعي واحتضان فضولهم الفكري عبر اللعب والأنشطة الترفيهية. فمن الطبيعي جداً أن تروا أطفال برتدون ملابس أميرات وقراصنة في مختلف أرجاء المركز، في حين يكون بعضهم الأخر يتسلق حائط التسلق الصغير ويقفزون بفرح، فبالنسبة لإيمان، اللعب التخيلي والتصوري يساعد الأطفال على اكتساب مهارات مختلفة وعلى التعلم بطريقتهم الخاصة.
كرنفال لا يعطي فرص تعلم فريدة للأطفال وحسب، بل هو قد وفر أكثر من 20 وظيفة للنساء والطلاب حتى يومنا هذا. وهو يتميز أيضاً بإعطاء الأهل والأشخاص البالغين فرصة تعلم مهارات جديدة قد تفتح أمامهم فرص عمل في المستقبل، كدورات وتدريب في التصميم والرسم والأعمال اليدوية. "نقوم بتشجيع ربات المنزل على المجيء للمركز وأخذ دورات مريحة للغاية، فالجدول يكون مصمم حسب أوقات فراغهم ويمكنهم تسديد الدفعات بالطريقة التي تناسبهم. وأفضل ما في الأمر أنه ليس عليهم القلق حول ترك أطفالهم بالمنزل فيمكنهم جلبهم إلى المركز للعب طوال فترة التدريب.
"شعرت أن سكان محافظة الزرقاء عطشين فعلاً لهذا النوع من المراكز. فبعضهم يأتون من مناطق بعيدة جداً فقط ليتركوا أطفالهم هنا. ولهذا السبب، نسعى دوماً لإعطاء الأطفال تجربة لن يختبروها في أي مكان آخر، ولن يتعلموها في المدارس أو من التلفاز".