أول امرأة تحصل على ترخيص للعمل المنزلي بالزرقاء تصبح صاحبة مصنع ناجح

 

"مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة"... مقولة رافقت هبة قنديل طوال حياتها وهي السبب وراء عزيمتها ونجاحها.

 

قبل 10 أعوام، رغبت هبة ببدأ مشروع من منزلها لكي تدعم نفسها مادياً، وبعد الالتحاق ببرنامج تدريبي لتعلم بعض الأساسيات التي تخص التصنيع الغذائي، بدأت بصنع خل التفاح الذي تتميز بصنعه في منزلها بالزرقاء. من هناك، اكتسبت هبة زبائن جدد بشكل مستمر وبدأ عدد الطلبيات يزداد بشكل كبير، إلى أن قررت توسعة عملها بشكل جدي، ولكي تتمكن من فعل ذلك، كان عليها تسجيل عملها بشكل رسمي. ولكن المشكلة التي واجهتها هبة هي أن ألأعمال المنزلية لم تكن قانونية في محافظة الزرقاء في ذلك الوقت، ولكن حلمها كان أكبر من ذلك ولم تجعل هذه المشكلة تقف أمامها. قامت هبة بفعل كل ما بوسعها لتغيير القانون والسماح بإعطاء رخص للأعمال المنزلية في الزرقاء لكي تتمكن من التوسع في عملها. وبعد ثلاثة أشهر من العمل الشاق، نجحت محاولات هبة وأصبحت أول امرأة تحصل على رخصة مهنية للعمل من المنزل في بلدية الزرقاء الكبرى.

 

بعد مرور بضعة أشهر من العمل في المنزل، قررت هبة اسئجار مساحة صغيرة والبدء في تصنيع الخل ومنتجات أخرى تحت اسم "هبة الطبيعة للمنتجات الطبيعية". فبالإضافة لخل التفاح التي تتميز بصنعه، أضافت هبة خل التوت وخل الحمضيات وخل الثوم، بالإضافة لماء الورد الطبيعي وغيرهم لمجموعة منتجاتها. أما بالنسبة لطريقة التصنيع، فكانت يدوية حيث يتم عمل كل شيء بالأيدي من تصنيع المنتجات لتغليفها وتحضيرها للسوق. "فرحتي وشعوري بامتلاك مصنعي الخاص كانا فعلاً لا يضاها بثمن، ولكن إنتاجنا كان بطيء نوعاً ما بسبب طريقة عملنا اليدوية" قالت هبة. ولذلك، قررت التقدم لدعم من مشروع مساندة الأعمال المحلية الممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لكي تشتري ماكنات جديدة لزيادة السرعة والإنتاجية، وفعلاً هذا ما فعلته عند حصولها على الدعم. فقد تمكنت من توسعة مكان عملها وشراء بعض الآلات والمعدات لتصنيع منتجاتها، مما مكّنها من استقبال عدد أكبر من الطلبات وزيادة سرعة الإنتاج وجودة المنتجات.

 

الأمر الذي يميز مصنع هبة هو أنها توظف عاملات نساء فقط باستثناء زوجها الذي يعمل كمدير المبيعات، فلديها حالياً 8 عاملات بشكل رسمي ودوام كامل، وحوالي 15 امرأة تعمل بشكل موسمي. "أتمنى أن تدرك جميع السيدات أنهن قادرات على تحقيق أمور لم يكونوا يتخيلوها بدلاً من الانتظار لحدوث معجزة ما. جميعنا قادرين على تحقيق أمور مذهلة، ولكن علينا العمل والتعب لرؤية أحلامنا تتحقق" قالت هبة.

 

 

بالإضافة لتوظيف النساء، تتعاون هبة مع مبادرة محلية لتدريب نساء من المجتمع المحلي في مجالات تخص التصنيع الغذائي والصحة والسلامة، ثم تقوم بعرض منتجات هؤلاء السيدات في مصنعها والترويج لها وكأنها منتجاتها. فقد نجح مصنعها بتدريب أكثر من 500 امرأة حتى يومنا هذا، والعديد من هؤلاء النساء قمن ببدأ أعمالهن الخاصة بعد الحصول على التدريب. "على جميع النساء اكتشاف قدراتهم وإمكاناتهم بثقة وشجاعة ومن غير جعل أي شيء يقف في طريقهم، فلن يقوم أي أحد بإعطائهم أي شيء على طبق من ذهب. العمل الجاد وحده يؤدي للنجاح".

 

"صعب" هو كل قالته هبة عندما سألناها عن أكثر شيء تذكره من مسيرتها المهنية طوال الأعوام العشرة الماضية. "لم يكن من السهل أن أصل إلى هذه المرحلة، فعنادي وإصراري مكنّاني من تحقيق كل ما حققته لحد الأن. ولكي أجعل بناتي يدركن ما مررت به لكي أجعل مصنعي ينجح، أدعوهم للعمل في المصنع بعد دوامهم في الجامعة وفي العطل، مما يجعلهم يقدرون الحياة التي يعيشونها الأن ويزيد من رغبتهم بالعمل لتحقيق طموحاتهم".

 

مسيرة هبة للألف ميل لن تتوقف هنا، فهي تقول أنها تحلم بامتلاك مزرعة لكي تزرع فواكه وخضروات لاستخدامها في تصنيع منتجاتها. فهذا سيجعل عملها مستدام ويقلل من اعتمادها على الأخرين من موردين ومنتجين في العمل، وسيوفر المزيد من فرص العمل في المنطقة.

 

"بدأت بحبة تفاح واحدة، والأن أنا أملك مصنع لصنع خل التفاح. حبة تفاح واحدة فقط، هذا كل ما كان لدي وكان كافي لأن أحقق حلمي" قالت هبة والابنسامة لا تفارق وجهها.

 

الشروط و الأحكام - سياسة الخصوصية
جميع الحقوق محفوظة @ USAID Jordan (LENS) 2016
تصميم و تطوير ميديابلس